ضربة شمس فنية.. كيف خسر الأهلي وريبيرو معركة الطقس
خسر النادي الأهلي المصري أمام بالميراس البرازيلي بهدفين من دون مقابل، في المباراة التي جمعت الفريقين مساء أمس الخميس -ظهرًا بتوقيت أمريكا- في الجولة الثانية من المجموعة الأولى لبطولة كأس العالم للأندية.
وبالهزيمة أمام بالميراس، توقف رصيد الأهلي عند نقطة وحيدة، متذيلًا جدول ترتيب المجموعة بعد مرور جولتين، ليقترب من توديع البطولة بشكل رسمي، قبل مواجهة أخيرة أمام بورتو البرتغالي فجر الثلاثاء المقبل.
في ملعب “ميت لايف” بولاية نيوجيرسي الأمريكية، خسر الأهلي واحدة من أهم معاركه في كأس العالم للأندية، ليس فقط أمام بالميراس البرازيلي، بل أمام عامل غير مألوف على لاعبيه وهو الطقس.
النتيجة على الورق تُظهر فوزًا برازيليًا بهدفين من دون رد، لكن الكواليس تُخبر عن “معركة طقس” خطط لها مدرب بالميراس، أبيل فيريرا، منذ اليوم الأول، واستغلها بدهاء لقلب موازين القوة، أمام فريق بدا غير معتاد على اللعب تحت أشعة الشمس.
خلافًا لما قد يعتقده البعض، لم يكن الطقس مجرد عنصر طبيعي في اللقاء، بل أداة استراتيجية استخدمها أبيل فيريرا بوعي وتخطيط جيدين، وهو ما صرح به المدرب البرتغالي قبل اللقاء، بقوله إنه تعلم من تجاربه في البرازيل أهمية التكيف مع الظروف المناخية المختلفة.
الأهلي وريبيرو يخسران معركة الطقس أمام بالميراس
وأكد فيريرا عقب المباراة أن أحد أهدافه كان استنزاف طاقة الأهلي في الشوط الأول تحت أشعة الشمس القوية، مع تخفيض نسق فريقه والاعتماد على التمركز والسحب الدفاعي، وهو ما انساق له الفريق الأهلاوي بشكل واضح وغير مفهوم.
وبدا الإسباني خوسيه ريبيرو المدير الفني الجديد لـ “المارد الأحمر”، وكأنه لم يعرف أن فريقه لم يلعب قط في مثل تلك الأجواء في الدوري المحلي، والنتيجة؟ فريق برازيلي أكثر انتعاشًا في الشوط الثاني، تغييرات فنية أعادت النشاط للفريق، وأهداف حسمت المباراة في وقت بدا فيه الأهلي منهكًا ذهنيًّا وبدنيًّا، ومن دون إجراء أي تغييرات قبل استقبال الهدفين.
وقال فيريرا: “يختلف أداء الخصوم باختلاف المباريات.. لعبنا بشكل أفضل بكثير ضد بورتو، كنا أكثر ديناميكية، وضغطنا، ولم نخلق فرصًا كثيرة، لكننا، من حيث السلاسة واللعب المنظم، كان أداؤنا أفضل… خفضنا ضغطنا، وقلتُ أمس إننا سنستغلّ الطقس كعامل استراتيجي.. كان من الواضح أن كل ركضة سريعة نجريها تستغرق ضعف الوقت، كان هذا جزءًا من خطتنا الاستراتيجية للعب”.
وأكمل: “فيما يتعلق بعجزنا عن حسم المباراة في الشوط الأول أو تهديد الخصم، فقد افتقرنا إلى الزخم.. سأسأل اللاعبين، كعادتي، عن سبب هذه الصعوبات، وهل كان ذلك بسبب الخصم، أم بسبب ضعف لياقتهم البدنية، أم بسبب الطقس، أم بسبب الاستراتيجية المتبعة. هذا أحد الأمور التي سنفعلها، والحقيقة أننا نستخدم تلك الاستراتيجية”.
وأردف: “دوري كمدرب هو أيضًا مفاجأة الخصم، حددنا بدقة الجهة التي نريد أن يهاجمنا منها.. كانت الجهة اليسرى أسهل، في أول 20 دقيقة، هاجموا من هناك فقط.. لم نقم بما كان علينا القيام به بشكل جيد”.
واختتم في هذا الشأن: “في الشوط الثاني، أجرينا تعديلات على التشكيلة وجددنا نشاط الفريق.. لم أُخرج فيتور روكي أو رافائيل فيغا لأنني اعتقدت أنهما يلعبان بشكل أفضل أو أسوأ.. شعرت بالخوف عندما رأيت تحرك فيغا، وقلت في رأسي: “سأضطر إلى اللجوء إلى الخطة البديلة”، ولن يكون الأمر سهلاً بسبب الحرارة”.
وتحدث الإعلامي المصري عمرو فهمي عن تلك الأزمة، حيث كتب عبر حسابه على “إكس”: “الإصرار على اللعب ليلًا في الدوري باستمرار يجعل اللعب نهارًا في أي بطولة قارية أو دولية معركة على الأغلب خاسرة.. من المفيد لأي فريق يلعب دوليًّا أن يخوض “بعض” مبارياته المحلية تحت الشمس”، وهي مشكلة لا تعني الأهلي فقط بل كل الفرق المصرية، التي تعاني مثلًا مما يسمى بـ“جحيم اللعب في الثالثة عصرًا” في جنوب أفريقيا، عندما يخرجون لمواجهة الفرق هناك بالبطولات القارية، والنتيجة هي عدم تحقيق أي فريق مصري على سبيل المثال الانتصار على فريق صن داونز بجنوب أفريقيا من قبل.
الوقت كان ضيقًا بالنسبة لريبيرو لجعل لاعبيه مهيئين للعب مباراة تحت أشعة الشمس، لكنه أخطأ أيضًا بشكل كبير في التعامل مع المباراة، بجعل لاعبيه يبذلون مجهودًا كبيرًا في أول أشواط المباراة، وهو ما أراده أبيل فيريرا، ليدخلوا الشوط الثاني مستنزفين بدنيًّا تمامًا.