أزمة العقد الجديد تجمد الميركاتو الصيفي في الدوري الجزائري

ألقت أزمة عقد اللاعبين الجديد المعتمد في الدوري الجزائري بظلالها على أجواء سوق التحويلات الصيفية بالجزائر، التي تعرف ركودًا غير مسبوق وحركية معدودة بسبب تحفظ نسبة كبيرة جدًّا من اللاعبين ووكلاء أعمالهم حول العقد المقترح، وعدم اتضاح الرؤية بالنسبة للأندية الجزائرية، التي تترقب قبل عقد أولى الصفقات، على غرار مولودية الجزائر وشبيبة القبائل وشباب بلوزداد ووفاق سطيف وغيرها.

وكان دوري المحترفين انتهى قبل أيام بتتويج نادي مولودية الجزائر باللقب للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه، لكن وسط مأساة وفاة ثلاثة من مشجعيه، وإصابة آخرين بعد حادثة سقوطهم من المدرجات العلوية لملعب 5 يوليو في العاصمة الجزائرية، خلال المواجهة الأخيرة من الموسم أمام نجم مقرة (0-0)، ما ألغى احتفالات التتويج.

ولا يرتبط ركود سوق التحويلات في الدوري الجزائري بقضية العقد الجديد فقط، بل أيضًا بمسألة أخرى تتمثل في مراجعة عدد اللاعبين الأجانب، فبعد موسم واحد فقط من رفع عددهم إلى خمسة لاعبين سيتم تقليص العدد تدريجيًّا ابتداءً من الموسم المقبل إلى أربعة لاعبين، ثم إلى ثلاثة خلال الموسم الذي يليه للحد من هدر الأموال في الصفقات الفاشلة.

وكانت مصادر “winwin” أكدت في وقت سابق بأن العديد من اللاعبين يحضرون لهجرة جماعية من الدوري الجزائري لكرة القدم، هروبًا من شروط العقد الجديد الغريبة، على حد تعبيرهم، خاصة أولئك الذين انتهت عقودهم، حيث يفضلون الانتقال إلى دوريات عربية أخرى تقدم لهم امتيازات مادية جيدة.

الترقب والحيرة يسيطران على الميركاتو في الدوري الجزائري

حددت الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة فترة نافذة التحويلات الصيفية في دوري المحترفين في الفترة من 1 يوليو إلى 31 أغسطس المقبل، لكن الواقع لا يوحي حاليًّا بأي حركة في الميركاتو الصيفي بالجزائر على غير العادة، حيث تبدو الحركية معدومة بسبب أزمة العقد الجديد.

وكانت الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة أكدت الاعتماد على عقد نموذجي جديد يختلف عن سابقه بداية من الموسم المقبل، في خطوة للحد من الإنفاق المبالغ فيه وتقليص كتلة الرواتب الفلكية التي أثقلت الكثير من الأندية الجزائرية هذا الموسم، خاصةً بعد الفشل الكبير للكثير من الصفقات خلال موسم 2024-25.

ويعتمد العقد الجديد على نظام الحوافز والمكافآت بدلاً من الراتب الشهري الثابت، حيث سيقدم النادي مبلغًا إجماليًّا عن كل عام من العقد، وسيتحصل اللاعب على دفعة مقدمة بنسبة 20% مباشرة عند التوقيع، في وقتٍ سيتحصل فيه اللاعب على باقي أمواله على دفعتين، واحدة مع نهاية مرحلة الذهاب والثانية عند نهاية الموسم، مع تحديد راتب شهري ثابت لا يتجاوز الـ30 مليون سنتيم، ما أثار غضب لاعبي الدوري.

وكانت أولى علامات غضب اللاعبين عندما احتج لاعبو وفاق سطيف في آخر مواجهة من الموسم الماضي قبل أيام، حيث رفضوا إطلاق ضربة البداية في مواجهة اتحاد بسكرة لمدة دقيقة كاملة لإبداء رفضهم للعقد الجديد.

ولا يعرف لحد الساعة طريقة تعامل الأندية الجزائرية مع هذا العقد الجديد، خاصة في ظل حديث بعض المصادر عن إمكانية لجوئها إلى طرق ذكية لإقناع نجوم الدوري بالبقاء، من خلال الاستجابة لمطالبهم المالية بعيدًا عن قيود العقد الجديد.