اخبار الرياضة

أتلتيكو مدريد والمونديال.. سقطة واحدة كلفت الفريق خروجا مرا!

غادر أتلتيكو مدريد الإسباني منافسات كأس العالم للأندية 2025 في نسختها الأمريكية الحالية، منذ دور المجموعات، على نحو غير متوقع بالمرة، وفي سيناريو يحمل في طياته الكثير من المرارة والحسرة، لا سيما أن الفريق تساوى في رصيد النقاط مع من اقتطعا تذكرة العبور إلى دور الـ16.

وفي المجموعة الثانية، تساوى رجال المدرب دييغو سيميوني مع باريس سان جيرمان بطل أوروبا وبوتافوغو حامل لقب كوبا ليبرتادوريس، في عدد النقاط ذاته (6 نقاط)، وذلك بعد تحقيق كل منهم لفوزين وخسارة واحدة، غير أن السقوط الافتتاحي المدوي للأتليتي أمام الـ”بي.أس.جي” برباعية نظيفة، كلفه توديع البطولة بسيناريو صعب الهضم وفق آلية الأهداف المقبولة والمدفوعة.

ورغم تحسن أتلتيكو مدريد بشكل ملحوظ، بعد صدمة الافتتاح أمام الباريسي، وذلك بتوقيعه على فوزين مقنعين على سياتل ساوندرز (3-1) وبوتافوغو الذي أسقط بدوره سان جيرمان في مفاجأة قوية (2-1)، غير أن كل هذا لن يغطي فشل الفريق المدريدي الذي خيب آمال مشجعيه وحتى إدارة ناديه، التي باتت أبعد ما يكون عن الأهداف الاقتصادية والرياضية التي تم تحديدها قبل بداية المنافسة، خاصة أنها جاءت عقب موسم صفري، خرج فيه الفريق بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، على الصعيدين المحلي والقاري.

خيبة المونديال المريرة، ستحرك مجددا مشاعر عدم الرضا لدى جماهير الـ”كولشونيروس”، كيف لا وفريقها لم يذق طعم التتويجات منذ أكثر من أربع سنوات، وهو الأمر الذي سيضع ضغوطا مضاعفة على إدارة الرئيس إنريكي سيريزو، لتعزيز صفوف الفريق بعناصر مميزة، نزولا عند رغبة “الربان الأرجنتيني” سيميوني، الساعي إلى حقن دماء جديدة داخل كتيبته.

انتكاسة جماعية وثلاثي خيب الآمال أكثر من البقية

على صعيد آخر، لم تكن البطولة فاشلة لفريق أتلتيكو مدريد جماعيا فحسب، وإما أيضا كأفراد ولا سيما الثلاثي الذي برز بشكل لافت الموسم الماضي، والحديث عن محرك خط الوسط رودريغو دي بول “الغائب الحاضر” في مونديال الأندية، وهدافي الفريق، جوليان ألفاريز (29 هدفا) وألكسندر سورلوث (24 هدفا)، اللذين خرجا من البطولة دون أن تسجيل حضورهما في سجلات الهدافين، وهو ما يثير قدرا كبيرا من الغرابة.

بقية الأهداف جاءت ببصمة البلجيكي أكسل فيتسل والفرنسي أنطوان غريزمان، الذي كسر بذلك جفافا تهديفيا غير مسبوق دام 18 مباراة أي منذ 25 فبراير/شباط الماضي، كما أنه سجل هدفين فقط في آخر 24 مباراة، وهي ما يمكن اعتبارها أرقاما مخجلة لنجم “الديوك” السابق، والذي يعتبر قطعة أساسية ضمن مخططات سيميوني.

وفي سياق الحديث عن المدرب الأرجنتيني، الذي كان هو الآخر في مرمى الانتقادات لا سيما في ظل فشله في التعامل مع مجريات المباراة الافتتاحية أمام الباريسي، والتي أسهمت بوضوح في حصد خيبة الخروج لاحقا، أوضح سيميوني معقبا على المشاركة المخيبة: “إننا محبطون لأننا لم نتمكن من التأهل. جمعنا ست نقاط في المجموعة، وهو أمر ليس سيئا، لكن مباراة باريس حسمت مصيرنا، وكل قرار تحكيمي فيها كان ضدنا”.

واختتم بنبرة تفاؤلية قائلا: “حققنا نفس عدد النقاط الذي حققه بطل دوري أبطال أوروبا وبطل كوبا ليبرتادوريس، وخرجنا من البطولة. نحن قريبون، لكن ينقصنا القليل فقط”.

أتلتيكو مدريد يبصم على مشاركة محبطة “ماليا”

بعد الرحيل عن أمريكا، سيركز أتلتيكو مدريد الآن على استعداداته للموسم الجديد، مع انطلاق منافسات الدوري الإسباني في منتصف أغسطس/آب، علاوة على دوري الأبطال وكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، وهي الجبهات الأربعة الرئيسية، التي سيحارب فيها الفريق خلال موسم 2025-26.

ومن المتوقع أن تشهد تشكيلة سيميوني إعادة بناء تشمل خمسة أو ستة تعاقدات على الأقل، مع لاعبين من المؤكد رحيلهم مثل أكسيل فيتسل، رينيلدو ماندافا، وسيزار أزبيليكويتا بانتهاء عقودهم، وآخرون سيغادرون لاحقا مثل أنخل كوريا ورودريغو ريكيلمي.

على صعيد المكاسب المالية من المونديال الحالي، لم يحقق أتلتيكو مدريد ما كان يأمله، فقد جنى فقط ما قدره 22.6 مليون يورو، في انتظار الإعلان الرسمي، منها مكافآت المشاركة والفوز في مباراتين، في حين كان بلوغ الأدوار الإقصائية سيوفر جوائز أكبر بكثير، وهو ما لم يحدث.

بالمقارنة بالنسخة الأخيرة من دوري الأبطال، وبغض النظر عن إيرادات البث التلفزيوني وتصنيف الاتحاد الأوروبي، فقد حقق أتلتيكو مبلغ 53.5 مليون يورو من الأداء الرياضي وحده، أي أكثر من ضعف ما حققه الآن في كأس العالم للأندية، وهو ما يمكن اعتباره فشلا ماليا يضاف إلى الفشل الرياضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى